ملتقى طلبة الفيزياء الطبية الحيوية في جامعة اليرموك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خواطر ( 2) ..... ( متاع الغرور )

اذهب الى الأسفل

خواطر ( 2) ..... ( متاع الغرور ) Empty خواطر ( 2) ..... ( متاع الغرور )

مُساهمة من طرف saifjaradat الأحد ديسمبر 02, 2007 7:22 pm

متاع الغرور



من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر‏.‏

ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه ويتحقق ضرر حال ثم يغشاه ‏"‏ وتخشى الناس واللّه أحق أن تخشاه ‏"‏‏.‏

تغلبك نفسك على ما تظن ولا تغلبها على ما تستيقن‏.‏

أعجب العجائب سرورك بغرورك وسهوك في لهوك عما قد خبىء لك‏.‏

تغتر بصحتك وتنسى دنو السقم وتفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم‏.‏

لقد أراك مصرع غيرك مصرعك وأبدى مضجع سواك - قبل الممات - مضجعك‏.‏

كأنّك لم تسمع بأخبار من مضى ولم تر في الباقين ما يصنع الدهر‏!‏ فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم محاها مجال الرّيح بعدك والقبر‏!‏ كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده حتى نزل‏!‏‏.‏

وكم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما عزل‏!‏‏.‏

فيا من كل لحظة إلى هذا يسري وفعله فعل من لا يفهم ولا يدري‏.‏

وكيف تنام العين وهي قريرة ولم تدر من أيّ المحلين تنزل فصل لا تحم حول الحمى من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة‏.‏

ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه‏.‏

ورب نظرة لم تناظر‏!‏‏.‏

وأحق الأشياء بالضبط والقهر اللسان والعين‏.‏

فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة‏.‏

فإن الهوى مكايد‏.‏

وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل فأتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر إليه‏!‏ واذكر حمزة مع وحشي‏.‏

واغضض الطرف تسترح من غرام تكتسي فيه ثوب ذل وشين فبلاء الفتى موافقة النف - س وبدء الهوى طموح العين فصل حالة القلب مع العبادة أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة‏.‏

وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة كالفرح بالمال الحرام والتمكن من الذنوب‏.‏

ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة‏.‏

وإني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها ومعظمها من قبل طلبهم للرياسة‏.‏

فالعالم منهم يغضب إن رد عليه خطؤه والواعظ متصنع بوعظه والمتزهد منافق أو مراء‏.‏

فأول عقوباتهم إعراضهم عن الحق شغلاً بالخلق‏.‏

ومن خفي عقوباتهم سلب حلاوة المناجاة ولذة التعبد‏.‏

إلا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يحفظ الله بهم الأرض بواطنهم كظواهرهم بل أجلى وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى وهممهم عند الثريا بل أعلى‏.‏

فالناس في غفلاتهم وهم في قطع فلاتهم تحبهم بقاع الأرض وتفرح بهم أملاك السماء‏.‏

نسأل الله عز وجل التوفيق لاتباعهم وأن يجعلنا من أتباعهم‏.‏
saifjaradat
saifjaradat
مشرف المنتدى الاسلامي
مشرف المنتدى الاسلامي

عدد الرسائل : 32
العمر : 39
الموقع : اربد
تاريخ التسجيل : 04/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى