خواطر ( 2) ..... ( متاع الغرور )
صفحة 1 من اصل 1
خواطر ( 2) ..... ( متاع الغرور )
متاع الغرور
من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر.
ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه ويتحقق ضرر حال ثم يغشاه " وتخشى الناس واللّه أحق أن تخشاه ".
تغلبك نفسك على ما تظن ولا تغلبها على ما تستيقن.
أعجب العجائب سرورك بغرورك وسهوك في لهوك عما قد خبىء لك.
تغتر بصحتك وتنسى دنو السقم وتفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم.
لقد أراك مصرع غيرك مصرعك وأبدى مضجع سواك - قبل الممات - مضجعك.
كأنّك لم تسمع بأخبار من مضى ولم تر في الباقين ما يصنع الدهر! فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم محاها مجال الرّيح بعدك والقبر! كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده حتى نزل!.
وكم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما عزل!.
فيا من كل لحظة إلى هذا يسري وفعله فعل من لا يفهم ولا يدري.
وكيف تنام العين وهي قريرة ولم تدر من أيّ المحلين تنزل فصل لا تحم حول الحمى من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة.
ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه.
ورب نظرة لم تناظر!.
وأحق الأشياء بالضبط والقهر اللسان والعين.
فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة.
فإن الهوى مكايد.
وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل فأتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر إليه! واذكر حمزة مع وحشي.
واغضض الطرف تسترح من غرام تكتسي فيه ثوب ذل وشين فبلاء الفتى موافقة النف - س وبدء الهوى طموح العين فصل حالة القلب مع العبادة أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة.
وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة كالفرح بالمال الحرام والتمكن من الذنوب.
ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة.
وإني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها ومعظمها من قبل طلبهم للرياسة.
فالعالم منهم يغضب إن رد عليه خطؤه والواعظ متصنع بوعظه والمتزهد منافق أو مراء.
فأول عقوباتهم إعراضهم عن الحق شغلاً بالخلق.
ومن خفي عقوباتهم سلب حلاوة المناجاة ولذة التعبد.
إلا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يحفظ الله بهم الأرض بواطنهم كظواهرهم بل أجلى وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى وهممهم عند الثريا بل أعلى.
فالناس في غفلاتهم وهم في قطع فلاتهم تحبهم بقاع الأرض وتفرح بهم أملاك السماء.
نسأل الله عز وجل التوفيق لاتباعهم وأن يجعلنا من أتباعهم.
من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر.
ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه ويتحقق ضرر حال ثم يغشاه " وتخشى الناس واللّه أحق أن تخشاه ".
تغلبك نفسك على ما تظن ولا تغلبها على ما تستيقن.
أعجب العجائب سرورك بغرورك وسهوك في لهوك عما قد خبىء لك.
تغتر بصحتك وتنسى دنو السقم وتفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم.
لقد أراك مصرع غيرك مصرعك وأبدى مضجع سواك - قبل الممات - مضجعك.
كأنّك لم تسمع بأخبار من مضى ولم تر في الباقين ما يصنع الدهر! فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم محاها مجال الرّيح بعدك والقبر! كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده حتى نزل!.
وكم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما عزل!.
فيا من كل لحظة إلى هذا يسري وفعله فعل من لا يفهم ولا يدري.
وكيف تنام العين وهي قريرة ولم تدر من أيّ المحلين تنزل فصل لا تحم حول الحمى من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة.
ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه.
ورب نظرة لم تناظر!.
وأحق الأشياء بالضبط والقهر اللسان والعين.
فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة.
فإن الهوى مكايد.
وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل فأتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر إليه! واذكر حمزة مع وحشي.
واغضض الطرف تسترح من غرام تكتسي فيه ثوب ذل وشين فبلاء الفتى موافقة النف - س وبدء الهوى طموح العين فصل حالة القلب مع العبادة أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة.
وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة كالفرح بالمال الحرام والتمكن من الذنوب.
ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة.
وإني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها ومعظمها من قبل طلبهم للرياسة.
فالعالم منهم يغضب إن رد عليه خطؤه والواعظ متصنع بوعظه والمتزهد منافق أو مراء.
فأول عقوباتهم إعراضهم عن الحق شغلاً بالخلق.
ومن خفي عقوباتهم سلب حلاوة المناجاة ولذة التعبد.
إلا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يحفظ الله بهم الأرض بواطنهم كظواهرهم بل أجلى وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى وهممهم عند الثريا بل أعلى.
فالناس في غفلاتهم وهم في قطع فلاتهم تحبهم بقاع الأرض وتفرح بهم أملاك السماء.
نسأل الله عز وجل التوفيق لاتباعهم وأن يجعلنا من أتباعهم.
saifjaradat- مشرف المنتدى الاسلامي
- عدد الرسائل : 32
العمر : 39
الموقع : اربد
تاريخ التسجيل : 04/10/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى